-
النّقدُ بالحجة والبرهان لمفهوم القطيعة بين الفترتين القديمة والوسيطة الذي بُنِيَ على أحكام مسبقة تُفيد مثلا بأفول مدينة لبدة خلال العهد القديم المتأخّر، مقابل صعود أويّة التي أصبحت تُسمّى أطرابلس بصفتها العاصمة الجديدة للإقليم .والحقيقة أنّ المقصود بمدينة أطرابلس التي تعرّضت إلى حملة في رواية الفتح إنّما هي مدينة لبدة حيث أن صعود مدينة أويّة إلى مرتبة حاضرة الولاية وعاصمتها لم يحصل قبل سنة 749–750م في أعقاب ثورات الخوارج وبقرار من عبد الرحمان بن حبيب تمّ نقل العاصمة الإدارية من لبدة إلى مدينة ”أوية “التي ستعرف منذ ذلك التاريخ وإلى يومنا هذا باسم أطرابلس /طرابلس ثم شهدت لاحقا تطوّرا معماريا مهمّا على امتداد العصر الوسيط .وتجدر الإشارة إلى أنّ مدينة لبدة لم تندثر بمفعول الفتح بل بقيت رغم تراجعها في شكل قرية تستمدّ أهمّيتها من موضعها كمحطّة على مسار الطرقات البرية والبحرية تماما مثل مدينة صبرة /صبراتة . -
إبراز ظاهرة التواصل بالنسبة إلى إقليم طرابلس القديم خلال الفترة الوسيطة برقعة ترابية متغيّرة من مرحلة إلى أخرى بين امتداد وانكماش، ولكن مع المحافظة على مكوّناته الطبيعيّة الثلاثة وهي الشريط الساحلي الذي تركّزت فيه المدن والمراسي والمناطق الجبلية وما دون الصحراء التي عُرفت بـ ”القصور “وبالنشاط الزراعي في الأودية . -
التأكيد على أنّ المرور من تريبوليتانيا اللاتينية -المسيحيّة إلى أطرابلس العربيّة -الإسلاميّة لم يكن عبر إحداث قطيعة فوريّة وهوّة فاصلة بين الفترتين القديمة والوسيطة، بل كان كما الحال في بقيّة مجالات بلاد المغرب تدريجيّا وبطيئًا في كلّ المستويات؛ وأخصّ بالذكر منها الجوانب الدينية وكل ما يتعلّق بالتركيبة البشريّة وأشكال التعمير والطوبونيميا . -
إنجاز مجموعة من الخرائط الجيّدة في علاقة بالجغرافيا التاريخيّة لإقليم طرابلس في العهد الوسيط المتقدّم .